شهدت البيتكوين موجة من التراجعات الحادة في السوق بعد تصفية مراكز طويلة بقيمة 1.5 مليار دولار، ما أدى إلى انخفاضها بنحو 3000 نقطة قبل أن تستقر عند مستوى الدعم الحاسم البالغ 95 ألف دولار. حاليًا، تتحرك العملة ضمن نطاق ضيق بين 97 و98 ألف دولار، بينما تشهد العملات الرقمية البديلة أداءً ضعيفًا في أعقاب هذا التقلب الكبير.

رغم هذه التقلبات، أظهرت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) للبيتكوين والإيثريوم أداءً إيجابيًا لافتًا. فقد سجلت هذه الصناديق تدفقات نقدية إيجابية على مدى 8 و11 يومًا متتاليًا على التوالي، مما يعكس ثقة المستثمرين المستمرة في هذه الأصول الرقمية رغم التحديات قصيرة الأجل.

وفي خطوة استراتيجية بارزة، أعلنت شركة Riot Platforms عن خطط لإصدار سندات قابلة للتحويل بقيمة 500 مليون دولار لشراء البيتكوين، على غرار النهج الذي اتبعته MicroStrategy. هذه السندات، التي تقدم فائدة 0%، لاقت طلبًا قويًا في السوق، مما يسلط الضوء على الاهتمام الكبير بالمراهنة على البيتكوين كأصل احتياطي طويل الأجل.

في سياق آخر، ينتظر السوق نتائج تصويت مساهمي شركة Microsoft اليوم بشأن اقتراح إضافة البيتكوين إلى ميزانيتها العمومية. وعلى الرغم من معارضة مجلس الإدارة لهذه الخطوة، إلا أن الموافقة عليها قد تمثل مفاجأة إيجابية تعزز الطلب على البيتكوين. كما تتزايد الضغوط من مساهمي Amazon لاعتماد العملة الرقمية كجزء من احتياطاتها النقدية، مما يعكس تحركًا أوسع نحو تبني الأصول الرقمية من قبل الشركات الكبرى.

على الصعيد الاقتصادي، شهدت الأسواق العالمية استقرارًا نسبيًا في ظل تراجع المخاوف السياسية في كل من فرنسا وكوريا، بينما استفادت الأسواق الآسيوية من تعهدات الصين بتقديم حزم تحفيزية جديدة. ومع ذلك، تبقى التقلبات على المدى القصير مرتفعة، خصوصًا في أسواق الخيارات الخاصة بالبيتكوين والإيثريوم، حيث تظهر ميول نحو عقود البيع (puts).

في ظل هذه المؤشرات، يبدو أن السوق بحاجة إلى محفز قوي – سواء من بيانات الاقتصاد الكلي أو خطوات مؤسسية كبيرة – لدفع البيتكوين نحو كسر حاجز 100 ألف دولار، الذي يمثل مستوى نفسيًا هامًا للمستثمرين.