SHA-256 والحوسبة الكمية: هل ستبقى شبكة البيتكوين آمنة؟

مقدمة

في عالم العملات الرقمية، تُعتبر البيتكوين ملك النظام المالي الحديث. واحدة من أهم ركائز هذه الشبكة هي خوارزمية التشفير SHA-256، التي تضمن أمانها وسلامتها. ولكن مع ظهور الحوسبة الكمية، بدأ بعض المهتمين بالتقنية يتساءلون: هل ستكون SHA-256 قوية بما يكفي لمواجهة هذه التكنولوجيا الجديدة؟ في هذا المقال، سنشرح ما هي SHA-256، كيف تعمل، وكيف قد تتأثر بالحوسبة الكمية، بأسلوب عملي مبسط يناسب الجميع.

ما هي SHA-256؟

SHA-256 هي خوارزمية تجزئة تُحول أي مدخل (بيانات نصية، معاملات، ملفات) إلى بصمة رقمية فريدة بحجم ثابت مكونة من 256 بت. تتميز بأنها مقاومة للتصادمات، حيث لا يمكن أن تنتج مدخلين مختلفين نفس البصمة.

على سبيل المثال، إذا أدخلت النص “Hello”، ستنتج الخوارزمية بصمة مثل:

ما هي الحوسبة الكمية؟

تعتمد الحوسبة الكمية على “البتات الكمية” (qubits)، التي يمكن أن تكون في حالتين (0 و1) في الوقت نفسه. هذا يجعلها قادرة على معالجة كمية هائلة من البيانات في وقت قصير جدًا مقارنة بالحواسيب التقليدية.

هل تشكل الحوسبة الكمية خطرًا على SHA-256؟

على المدى الطويل، نعم. الحوسبة الكمية يمكن أن تُسرع كسر التشفير باستخدام خوارزميات مثل Grover’s Algorithm، التي تقلل عدد المحاولات اللازمة لاختراق SHA-256. ومع ذلك، تتطلب هذه العملية حواسيب كمية متطورة تحتوي على آلاف الكيوبتات، وهو أمر بعيد المنال حاليًا.

ماذا عن البيتكوين؟

شبكة البيتكوين مصممة بمرونة لتتكيف مع التغيرات المستقبلية. إذا أصبحت الحوسبة الكمية تهديدًا حقيقيًا، يمكن للنظام الانتقال إلى خوارزميات مقاومة للكوانتم، مثل Lamport Signatures. كما يمكن تحديث الشبكة لتبدأ باستخدام الخوارزميات الجديدة عند نقطة معينة.

الخلاصة

SHA-256 ما زالت آمنة وقوية بما يكفي لعقود قادمة. ومع ذلك، فإن الابتكار المستمر في مجال التشفير يضمن أن شبكة البيتكوين ستظل متقدمة على أي تهديدات مستقبلية، بما في ذلك الحوسبة الكمية.